منذ ان ضممته الى صدرك , و
احضرته مساءً الى منزلنا , و أنا اعلم
جيداً ان لا مكان لثلاثتنا سويا , كان اعتقادا اكثر منه علم , لكن تلك الليلة... مثلما
غزا هو صدرك,غزا الشك اعتقادي ,,
أوتؤمن بالقمر و الليلة محاق ؟
كل هذا البياض لايبشر بأمل ,اعلم
ماذا تظنين "البياض مفعمٌ بأمل", لكن هذا البياض لايذكرني سوى بمقولة : "الله
يجيب اخر البياض هذا عخير" او لعله الضحك.
"تيت,,تيت,,تيت" صافرة
تدق بجانبي تمنعني من النوم , كم تمنيت ان نحضر صافرة مثل جيراننا . العين بالعين
, سنسرق النوم من اعينهم كما يفعلون بي الان, لكنك لا تريدين !
لماذا لاتردين ان
تكوني مثلهم ؟!
لا استطيع النوم , و انت بجانبي تغطين بنوم لعين , نعم اعلم انك
دوما ما كنت تسبقينني بالنوم, و كلما سألتك : كيف تفعلينها ؟! كان جوابك واحد أحد " النوم راحة بال".
النوم راحة بال , انها لشتيمة
حتما.
من الحواس الخمس, كان خيارك دوما
الشم , تفضلين ان تفقديهم جميعا, على ان تفقدي رائحة قهوة الصباح.
لكن الرائحة النفاذة هذه, كيف
تتحملينها ؟!
اذكر جيدا يوم ان وجدت ماكينة القهوة تلك...كم كنت سعيدة ,
كمن وجد نوماٌ بعد ارق و عرق.
نعم, ماكينة القهوة كانت كنزك,
تلك التي تعمل بمؤقت معين , كنت تستعدين للقهوة من المساء , تضبطين المؤقت, و
تستيقظ القهوة , و نحن من بعدها تباعاً.
لاشيء مثل تلك الرائحة يوقظك, لا
القبل و الأحضان, و لا بكاء الأطفال ...فقط تلك الرائحة .
اللعنة على كل هؤلاء الاغبياء
بمرايلهم البيضاء المملة , استنفذوا كل الطب من الصيني الى النبوي ليوقظوك, و لم
يجربوا ماكينة القهوة تلك !
غدا صباحاٌ , سأحضرها معي .
منفصم